مواقف غيرت حياتي
في قرية تقع شمالي غربي مدينة الموصل وعلى مقربة من الحدود السورية تقع قريتي التي ولدت فيها كانت هذه القرية ولازالت تقع في مكان مرتفع مشرف على القرى المجاورة لها فلذلك استمدت من موقعها اسمها فكان اسمها قرية المشرف . كانت بيوتها قليلة لاتزيد على العشرين بيتاً بيوتها جميعها من الطين إلا قصراً واحداً كبيراً فيها بحدائقه التي تحيط جنبات هذا القصر الذي يقع في طرفها الغربي هو للشيخ فارس تركي الفيصل رحمه الله . وكانت هذه القرية خالية ولا يوجد فيها مدرسة أو المسجد . وكان في القرية سيارة واحدة لأهل القرية من عدا سيارة شيخ القرية كانت هذه السيارة تذهب بعد بزوغ الفجر إلى القرى الأخرى لتحمل ركابها مع أمتعتها إلى مدينة الموصل وفي المساء تعود إلى القرية . وكان أهل القرية من كان عنده أمر يحتاج فيه السيارة ينتظر عودتها في المساء لكي ينجز عمله .
فما أن بلغت سن الدراسة إلا وصافتنا مشكلة الدراسة فاقرب مدرسة هي في القرية المجاورة وتبعد عن قريتنا( 7 ) كيلو متراً ، فقرر أبي رحمه الله أن ينتقل بسكنه إلى القرية المجاورة أو إلى المدينة . ولكن أمي رفضت ذلك وأصرت على عدم الخروج من قريتنا كيف تخرج وتترك الأهل والأقرباء متذرعة بذرائع واهية . فما كان من أبي إلا وحملني أنا وأخي الأصغر مني إلى مدينة الموصل وتركنا في بيت احد أصدقائه وبعد قبلة في المدرسة لم يقبل أخي لصغر سنة فلم يؤهله عمره للدخول فيها فعاد بنا والدي إلى القرية من جديد على أن نذهب سوية في العام القادم . وفي العطلة الصيف عادة إحدى العوائل الساكنة في القرى إلى القرية من جديد بعد أن غادرتها لغرض تعليم أبنائها في إحدى القرى المجاورة وكانت زوجة صاحب الأسرة صديقة لامي فلما حان موعد ابتداء العام الدراسي قررت تلك العائلة أن تعود من حيث أتت لغرض دخول أبنائها في المدرسة وجاءت تلك المرأة إلى أمي لغرض وداعها والسفر . فقالت لها أمي لماذا تتكرين القرية وهوائها العليل ومائها العذب وترحلين كيف تتركين هذه المجالس الطيبة مع نسائها انك مخطئة في فعلتك هذه . فما كان من تلك المرأة إلا أن قالت لها لا أريد أبنائي أن يكونوا جهلة أميين وغير متعلمين انظري إلى إخوة زوجي فان فلان معلم وهو متعلم وانظري إلى الأخر يرعى الغنم وسيبقى على حاله هذه إلى نهاية عمره ولا أريد أبنائي أن يكونوا رعاة للأغنام بل أريدهم أن يكونوا من المتعلمين فسلمت عليها وخرجت وذهبت تلك العائلة في سيارة القرية الوحيدة .
فأثرت تلك الكلمات وكان لها الأثر الكبير في نفس أمي وحركة مشاعرها وأعادت تفكيرها في موضوع تعليم أبنائها . فما كان من أمي في اليوم التالي إلا أن حملت أمتعتنا ووضعتها في سيارة القرية وذهبت بنا إلى القرية المجاورة دون أن تجد لنا دار لسكنها مقدما ولكن كانت في تلك القرية دورا كثيرة شاغرة لان معظم سكانها من البدو الذين كانوا يتنقلون خلف أغنامهم ولا يعودون إلا نادراً إليها .وكانت عائلة خالتي قد سبقتنا إليها قبل سنتين . وأدخلتنا المدرسة أنا وأخي الأصغر وبذلك دخلت الصف الاول متأخرا عن أقراني بعام دراسي واحد .
عروض ميغ33: الوان موف, نكات سورية جاهزة تدخل رومات , جيوش موبايل , بوتات, بأرخص الأسعار...ادخل لمزيد من التفاصيل 
موضوع: مواقف غيرت حياتي دخول المدرسة 
السبت أغسطس 28, 2010 7:06 pm
