جاسم شلال قيد الدّراسة بهدف التّرقية معلوماتاضافية
انا من : العراق الجنس : العمر : 56 عدد المواضيع : 208 عدد المساهمات : 155 | موضوع: هموم معلم ـ درس النشيد الأربعاء سبتمبر 08, 2010 11:47 am | |
| هموم معلم مدارسنا ودرس النشيد قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة وأثناء الحكم التركي للبلاد كان درس النشيد فعالاً في المدارس الرسمية وكان أبناء المدارس يرددون العديد من الأناشيد القومية والدينية والتاريخية التي تزرع في نفوس التلاميذ الأمجاد العربية التاريخية والتقاليد القومية المأثورة ، ثم في فترة الحكم الملكي كان لدرس النشيد دور كبير في غرس كثير من القيم وفي فترة الحكم الجمهوري تميز درس النشيد وركز فيه على الافتخار بالانتماء لهذا الدين وأمة العرب ولغتها وغرس حب الانتماء إلى الوطن وتعرف الطلاب بقضاياهم المصيرية والأخطار التي تتعرض لها أمتهم ، فكانت هذه الأناشيد تغرس في قلوب التلاميذ القيم عن طريق سماع هذا الأناشيد فتكون لدى التلميذ حصيلة جيدة من الموروث الديني والخلقي والوطني ، وكنا معشر الطلاب نجد أنفسنا في مثل هذه الدروس ولازال الكثير منا ومن آبائنا يحفظ الكثير منها .وكنا نجد في كل مدرسة ونحن طلاب فيها كراسة خاصة للأناشيد مع السلم الموسيقي والنوتات لك نشيد من هذه الأناشيد ، أما اليوم وبعد أن أصبحت معلماً بحثت في مكتبة العديد من المدارس التي درّستُ فيها فلم أجد كراسة واحدة لمنهج النشيد الذي يجب أن يدرس في مدارسنا . وأصبحت حصة درس النشيد ماهي إلا فراغ وان كانت موزعة ضمن جدول الدروس الأسبوعي فتعطى هذه الحصة من قبل الإدارة إلى معلم القراءة والرياضيات ،أو تلغى من الجدول الذي تسير عليه الهيئة التعليم في المدرسة فنرى الكثير من المدارس لها جدولان جدول يرسل إلى التربية يكون فيه هذا الدرس موجودا وجدول للمدرسة تسير عليه يكون قد ألغت الإدارة هذا الدرس منه ، وفي نهاية العام يضع الأستاذ المرشد للصف الدرجات لا على جمالية الصوت وحسن الأداء والإبداع في هذه المادة المفقودة وإنما يضع الدرجات مقارناً إياها مع درجة مادة القراءة فإذا كان متميزاً في درس القراءة تراه يعطي طالبه أعلى درجة في مادة النشيد وان كان لا يحفظ كلمة واحدة ، ويعطي الطالب الآخر المبدع المساهم في بعض النشاطات وربما كان حسن الصوت والأداء ويحفظ ما يحفظ من الأناشيد الدرجة المتدنية له لان درجته في مادة القراءة متدنية وهكذا في مادة الرياضة والفنية والعلوم وفي كثير من الأحيان حتى مادة التربية الإسلامية وذلك لكي يخرج هذا الطالب راسب بجميع الدروس ، فلو نظرنا إلى درس النشيد لوجدنا له عدة فوائد إذا ما درس بصورة صحيحة : أولا : هو يخرج الطالب من حالة الركود والجمود الذي يعاني منها في الصف في بقية المواد لأنه مطالب بحسن الاستماع والتركيز على المعلم فضلا عن كون حركته مقيدا لا يستطيع الحراك بها . ودرس النشيد يحرر الطالب من كل هذه الأمور ويجعله حر الحركة معطية قدرة على التجديد والإبداع من خلال الأداء . ثانيا : إن درس النشيد ما هو إلا استراحة ذهنية لمثل وهؤلاء الطلاب لكي يعود إلى الدرس الذي بعده بكامل حيويته ونشطاه وهذا ماألمسه من خلال إعطائي للأناشيد في مادة التربية الإسلامية أرى الطلاب أكثر حيوية ونشاط في هذا الدرس والدرس الذي بعده . ثالثا : وقد وصف محمد سعيد الجليلي مادة النشيد في كتاب الاناشيد الموصلية للمدارس العربية في فترة الحكم العثماني بقوله : فان ماخير ماحلا في الأفواه وتريده وحسن في الأسماع إنشاده شعرا يثير من أهل الوطن همما ، وينشط عزائم ويبعث أرواحا ويواري أفكارا ويحرك جامدا وينعش ذاويا ويلين قاسيا ويشرب حب الدين والوطن ويعين على حسنى ويجنب عن مساءة وناهيك بأمر كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتاح إليه ويعول عليه فمن ذلك ما كان ينشده عليه الصلاة والسلام يوم الخندق هذه الأبيات : والله لولا الله ما اهتدينا | | ولاتصدقنا ولا صلينا | فانزلن سكينة علينا | | وثبت الأقدام إن لاقينا | المشركون قد بغوا علينا | | إذا أرادوا فتنة أبينا |
فكان إذا بلغ آخرها يرفع صوته بقوله ( أبينا ) وغير ذلك من الأحاديث والأخبار المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في ذلك اضربنا صفحا تجافيا عن التطويل . وكثير من الأمم في الحروب وغيرها يفزعون إلى الأناشيد الوطنية والترنم بها على كل إيقاع فوجدوها أنجع دواء لدائهم ، هذا مع إنهم كانوا على دين واحد وفطرة واحدة وقطرهم واحد . أما نحن معاشر المسلمين فانا أولى بالتمسك بذلك والاعتصام به ولا سيما في هذا الزمان الذي فغر فيه العدو فاه ليلتق ماخر لقمة بقيت من وطن المسلمين ويشرب عليها شيئا من الهواضم كما شرب على غيرها بالأمس . وفي الختام : أتوجه إلى وزارة التربية لمعالجة هذه ة الظاهرة السلبية التي استفحلت في مدارسنا وأخذت تتعدى إلى مواد دراسية أخرى ، بسبب اعتقاد كثير من مدراء بعض المدارس أن هذه المواد ما هي إلا مواد زائدة لا فائدة منها مثل مادة التربية الفنية فهي تعاني ما تعانيه أيضاً ، و كذلك مادة التربية الرياضية لكنها الآن أخذت تتعافى شيئاً فشيئاً وذلك لتعيين عدد من المعلمين من ذوي الاختصاص الرياضي في الفترة الأخيرة رغم ما يعانيه معلم الرياضة من ضغوط من قبل بعض إدارات المدارس لتقليل حصصها أو التعدي عليها لصالح حصص مواد أخرى. |
|
حسين مرهج معلوماتاضافية
انا من : سورية الجنس : عدد المواضيع : 3587 عدد المساهمات : 7128 | موضوع: رد: هموم معلم ـ درس النشيد الأربعاء سبتمبر 08, 2010 12:51 pm | |
| بارك الله بك |
|