جاسم شلال قيد الدّراسة بهدف التّرقية معلوماتاضافية
انا من : العراق الجنس : العمر : 56 عدد المواضيع : 208 عدد المساهمات : 155 | موضوع: مدرسة القرية الأحد سبتمبر 12, 2010 10:15 am | |
| مدرسة القرية كانت مدرسة القرية التي أُدخلت فيها تعرف بمدرسة تل الهوى الابتدائية المختلطة وكانت هذه المدرسة جدرانها من طين وسقفها من خشب وحصران من سعف النخل ومغطى بالطين، وإذا أمطرت السماء كان المطر ينزل من السقف على أرض صفوف مدرسة وبذلك تصبح أرض بعض الصفوف طينية وكان ولا يوجد مدرستنا ماء ولا كهرباء ، وكان ليس جميع الصفوف تحفل بالمقاعد الدراسية فبعض هذه الصفوف كالصف الثاني كان طلابه يجلسون على حصير من ليف وكان كثيراً مايتسبب بتمزيق ملابس الطلاب لذلك اقترح أحد الأساتذة على أن كل يطالب يجلب وسادة من صوف ليقوم بالجلوس عليها . وكان الماء يقوم بجلبه الحاج علي رمضان رحمه الله من البئر الارتوازية الوحيدة في القرية عن طريق برميلان صغيران يضعهما على ظهر حمار له وكانت هذه الطريقة متبعة في كل أرجاء القرية سوى بيتان هما بيت الشيخ مشعان والشيخ احمد تركي رحمهما الله إذ كان بيتهما متصل بخزان القرية وذلك لوقوع داريهما إلى جواره . كان الحاج علي يضع الماء في إناء مصنوع من الفخار يسمى ( الحبّ أو زير ) موضع على ركيزة من الحديد ذات قوائم ثلاث ، لكي يشرب منه طلاب المدرسة وفي بعض الأحيان يتدافع الطلاب أمامه فيتسببوا بإسقاطه على الأرض وانكساره فنحرم الماء لعدة أيام حتى تقوم إدارة المدرسة بعد عدة أيام بشراء إناء جديد للمدرسة . وكان لا يوجد في مدرستنا مرافق صحية لقضاء حاجة الطلاب فإذا أراد احد الطلاب أن يقضي حاجته ذهب إلى خلف التل حيث يوجد وادي شقته المياه النازلة من أعلى التل وكثيراً ما كان بعض الطلاب لا يتمكن من الوصول إليه فيتبول على ملابسه أو يتبرز عليها . كان المعلمون في مدرستنا أشدّ حرصاً من معلمي اليوم إذ كان بعض الطلاب لا يملك الدفتر أو القلم الذي يكتب به ، فما كان من معلم صفنا إلى أن قام بشراء دفاتر للإملاء الذين كانوا لا يجدون دفاتر لهم وأعطت إدارة المدرسة أقلام فضلاً عن الممحاة والمبراة ( القطاطة ) وتبقى هذه الدفاتر والأقلام والممحاة والمبراة ( القطاطة ) في صفنا توضع على الرف ولا يستطيع أحدنا أن يبري قلمه إلا بإذن من معلم الصف. كان سكن معلمي القرية في احد الصفوف الذي يقوم بإفراغه من مقاعده وكان إذا خرج أحد المعلمين في المساء داخل القرية أو في أطرافها كل من رآه من الطلاب يهرب ويدخل إلى بيته لأنه في صباح اليوم التالي وفي أثناء التفتيش الصباحي يقوم بإخراجنا وضربنا على أيدينا بعصا نسميها المتر ، ولذلك كانت للمعلم بين أبنائها هيبة ومخافة وفي يوم كنا نلعب أنا وأخي الأصغر ( محمد ) وأبناء خالتي ( فتحي ويونس وبلال ) ، كان الأستاذ نوري يسكن في بيت في القرية وكان شديداً متابعاً لكل حركات طلاب المدرسة وبسبب شدته هذه كان الآباء يهددون أبنائهم إذا عصوهم بالأستاذ نوري فكان الأبناء يخشونه أكثر من خشيتهم آبائهم . خرج الأستاذ نوري من إحدى دور القرية فرآنا فهربنا ودخلنا إلى بيت خالتي وكان زوج خالتي يجلس مع أحد أقربائه خارج الدار فقال له أنهم في البيت فدخل فلم يجد أحد فقال له أين ذهبوا لا يوجد في البيت سوى العدول ( برميلان وضع عليهما عمودان ووضع المنام الذي تنام به العائلة عليهما ) وبرميل قديم وضع فيه الطحين . فعاد ونظر إلى أعلى المنام فوجدني أنا وأحد ابن خالتي وأخرج اثنان من أسفل المنام وإثناء من برميل الطحين وحاسبنا بشدة . ولكن الخوف سوف تكون العقوبة في صباح اليوم التالي وفي الصباح وفي التفتيش الصباحي وقف المعلم المشرف على تفتيش المدرسة وبيده قائمة للمخالفين من الطلاب الذين قاموا بالمخالفات بعد الدوام الرسمي من خلال متابعة المعلمين لطلابهم أو من خلال بعض الطلاب الذين يقومون بجلب بعض الأسماء إليهم من المخالفين يُطلق عليهم اسم ( المراقب السري ) كان المراقب السري كالسيف مسلط على رقاب طلاب المدرسة لأنه لا يُعرف من هو من بين الطلاب وكان كثيراً ما يسجل أسماء طلاب ربما كانوا خارج القرية وذلك لعدائه إياهم وكنا نخشى منه كثيراً . وان كان دائماً يفتضح أمره من خلال مراقبة الطلاب لمن يدخل إلى إدارة المدرسة في الصباح فنعرف انه ( المراقب السري ) فإذا عرف انتقم منه الطلاب بعد الدوام الرسمي وآذوه أشد الإيذاء فإذا افتضح أمره تخلت عنه إدارة المدرسة وبقى تحت رحمة طلابها . فإذا أراد أحد الطلاب أن يتغيب كان يجب عليه أن يأتي إلى المدرسة لغرض أخذ إجازة له في اليوم التالي ولكي لا يحاسب على غيابه وبذلك ينجو من( المتر ) . وفي نهاية الدوام الرسمي من يوم الخميس يذهب عدد من الطلاب قبل نهاية الدرس الخامس ليجلبوا بعض العجلات والحمير التي وضع عليها سروج جيدة محشوة بالقش لغرض أن يركب عليها المعلمين لغرض إيصالهم إلى الشارع العام الذي يربط ناحية ربيعة ـ موصل ولا سيما إذا كانت الأرض طين ، وكنا نرقى إلى أعلى تل القرية الذي كان مجاوراً للمدرسة وننتظر إلى أن يصل المعلمون إلى الشارع العام ويستقلوا أيّ سيارة أجرة قادمة إليهم . وفي يوم السبت نأتي بوقت مبكر ونفعل كما فعلنا في يوم الخميس فإذا وقفت سيارة أمام مفرق القرية أخذنا نرقص ونهتف جاء المعلمون جاء المعلمون ... ونهرع مستقبيلين إياهم وربما يصل البعض منا إليهم رغم تحذيرنا من قبل الإدارة في يوم الخميس أن لا نستقبلهم سوى الذين يقومون بنقلهم من الشارع إلى المدرسة. |
|
ahmed_1980_m قيد الدّراسة بهدف التّرقية معلوماتاضافية
انا من : العراق الجنس : العمر : 43 عدد المواضيع : 133 عدد المساهمات : 697 | موضوع: رد: مدرسة القرية الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 1:47 pm | |
| `·.¸¸.·´¯`·.¸¸.·´يسلمو وبارك الله فيك`·.¸¸.·´¯`·.¸¸.· الككن أحــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــ ــــــد |
|