قرية تل الهوى :
تقع هذه القرية على بعد (80) كم شمال غرب مدينة الموصل على مقربة من الحدود العراقية السورية وتبعد عن ناحية ربيعة بحدود (15) كم وسكنت هذه القرية هي قبيلة شمر العربية مع بعض القبائل الأخرى بأعداد قليلة ، وهي قرية الشيخ تركي الفيصل ـ رحمه الله ـ ومن بعده أبنائه وأحفاده ، وهي من القرى الحديثة التي استوطنتها هذه القبيلة في بدايات القرن العشرين ثم توافدت عليها في الأربعينات ، إن أقدم إشارة إلى قرية تل الهوى هي وردت في كتاب المواقع الأثرية القديمة في شمال العراق اسماها الباحث بقرية ( تلي ) وقال عنها :
تلّي :
لابد لنا أن نشير هنا إلى محافظة آشورية أخرى هي تلّي التي كانت , على وجه التأكيد , إحدى محافظات الجزيرة الشمالية في غربي دجلة , ولكن موقع المدينة الرئيسة فيها لم يزل مجهولاً , لقد ورد ذكر هذه المدينة في نصوص العصر الأشوري الوسيط والعصر الأشوري الحديث وفي العصر الأخير أصبحت مركزاً للمحافظة التي تحمل اسمها .
أن الرأي الشائع حول موقع المدينة تلّي يجعلها خارج منطقة البحث ( العراق الشمالي ) , ويذهب إلى كون هذا الموقع في سورية , وقد حدد موقعان أثريان يحتمل أن يظم أحدهما بقايا مدينة تلّي الأشورية , وهذان الموقعان هما تل رميلان (عند خط الطول42ْ شرقاً وخط عرض 56 َ 36ْ شمالاً) وتل ﭼل أغا ( عند خط الطول 53َ 41ْ شرقاً وخط العرض58 َ 36 ْ شمالاً ) . وتل رميلان هو الموقع الذي يميل كسلر إلى تحديده لمدينة تلّي , وهو موقع في الأراضي السورية ولا يبعد كثيراً عن الحدود العراقية ـ السورية .
غير انه حدث في ثمانينات القرن العشرين أن برزت معطيات جديدة تجعلنا نميل إلى ادراج تلّي ضمن مدن العراق الشمالي . وتتمثل هذه المعطيات في النتائج الأولية التي تمخضت عن أعمال البعثة الآثارية البريطانية في تل الهوى , حوالي 80 كم شمال ـ غربي الموصل على يمين الطريق الذاهب إلى ربيعة . وهذا الموقع أكبر المواقع الأثرية في منطقة الجزيرة الشمالية في العراق وقد خرج النمقبون البريطانيون باستنتاج يذهب إلى كونه يضم بقايا المدينة التي كانت المركز الإداري للمنطقة خلال العصر الآشوري الحديث. ووما يسند هذا الاستنتاج الشكل المخروطي الذي يبدو عليه الركن الجنوبي ـ الشرقي من الموقع مما يوحي بوجود بقايا زقورة مُشيدة باللبن. وقياسياً إلى مواضع الزقورات الآشورية المكتشفة في العراق الشمالي فإن وجود أي منها في موقع يشير ضمناً إلى أن هذا الموقع يضم بقايا مدينة كانت هي المركز الإداري التي تحيط بها .
إذا ما صح هذا الاستنتاج وثبت أن تل الهوى موقع المدينة المركزية في المحافظة التي كانت موجودة في المنطقة , فإن تلّي هي المدينة الأكثر احتمالاً في إن تكون هناك , ذلك انه لا يوجد ذكر لمقاطعة أخرى فيما بين نهر دجلة ومقاطعة بلاطو في الشرق وبين مقاطعة تلّي في الغرب . ولعل في الارتفاع العالي لتل الهوى على السهل المحيط به ما ينم عن اصل التسمية الآشورية تلّي , التي تضاهي كلمة التل بالعربية فيما لو صحت مطابقة هذا الموقع مع مدينة تلّي القديمة .