( حوار مع البحر )

يا بحر آهٍ كم شكوت صدودها في الليل عن صخورك الصماءِ

وفؤادها قد كان أقسى حينهــا من صخرك الجاثي بذي الأنحاءِ

كم كنت مفتوناً بصورة وجهها سكنت مخيلتي صباح مســـــــاءِ

لفظ اسمها كررته دوما على أذنيّ دون بقية الأســـــــــــــماءِ

يا بحر آهٍ كم حكيت روايتي فأجبتني بالصمت والإصغــــــاءِ

أخبرتني أن السكوت فضيلةٌ وبأن ذلك شيمة الحكمـــــــــــــاءِ

كم كنت أنتظر الثواني كي تمـ ـر وتنقضي متأملا بلـقــــــــــــاءِ

حتى إذا طلع الصباح رأيتها مع ساقطٍ قد لا يطال حذائـــــــي

ما أعجب الدنيا وما أقسى موا قفها التي قد حطمت أعضائــــــي

إني لأعجب أنني أحببتهـــــــا وهي التي قد خالفت أهوائــــــــي

الحب أعمى يا له من واقـــــعٍ متسببٍ بالجرح والإيـــــــــــــذاءِ

كلماتها سكنت فؤادي دونـــما ما تحتوي الأسفــــــــــار للأدباءِ

لكنها طعنت فؤادي طعنـــــةَ قد قطّعت قلبي إلى أشـــــــــــلاءِ

يتغامز الأقوام ما قد حلّ بي ما بين راوٍ سامعٍ أو رائـــــــــــي

هذا جزائي إنني قد كنت للر حمن عاصٍ فاستلمت جزائــــــي

أبكي طويلا نادما متألــــما ليت المعاصي تنمحي ببكائــــــي

رباه فلتغفر ذنوبي إننــــي عبدٌ ضعيفٌ مخلصٌ برجائـــــي

رباه إني قد عصيتك إنما قد تبت فاقبل توبتي ودعائـــــــي


مع تحيات ABH DJ