التكايا في الموصل : (1)
الموصل بلد الأنبياء والأولياء والعلماء فيها الكثير من المدارس والمساجد والمراقد والمشاهد والتكايا ولاحظت أن معظمها قد كتب عنها بصورة مستقلة إلا التكايا فأحببت أن اكتب عنها وان كان بصورة تدريجية ومختصرة في هذا المنتدى لكي يتعرف من خلال ذلك أبناء هذه المدينة من الشباب الذين يجهلون كثيرا عن تاريخها . كان في الموصل عدة أربطة للعلماء وأهل الفضل والمتصوفة ولم تكن مجالس للعطلة والكسالى فلا رهبانية في الإسلام فكانت هذه الأربطة مدارس علم وأدب ومجالس وعظ وإرشاد فيها اجل العلماء الذين تصدروا للتدريس والتأليف وإرشاد من يقصدهم وذكر سبط ابن الجوزي انه كان بها ( سبعة وعشرون ) خانقاه ( رباطا ) ([1]).
فكان رباط أبي السعادات ابن الأثير: في درب دراج مقعداً لطلاب العلم والأدب تعقد به حلقات التدريس والمناظرة كما نجد في رباط قصر حرب لابن الأثير أيضاً حركة علمية . عكف الطلاب على أبي السعادات يدرسون ويحققون وهم مكفوفون في الرباط ينفق عليهم بما أوقفه أبو السعادات أكثر كتبه كما جمع فيه أخوه عزالدين كتابه الكامل في التاريخ وهو من اجل كتب التاريخ .
رباط الوزير: ظاهر الموصل كان مركز العلم في البلد .
رباط سيف الدين غازي بن عماد الدين زنكي : ( 441-544هـ ) بناه على باب المشرعة ووقف عليه وعلى مدرسته الوقوف الكثيرة ولعل مقام عيسى دده انشيء في محل الرباط .
الرباط الزيني : بناه زين الدين أبو الحسن علي كجك بن بكتكين صاحب اربل المتوفى سنة 563هـ ولا نعلم موقع الرباط .
رباط ابن الشهرزوري : بناه كمال الدين بن الشهرزوري ( 492-572هـ ) الذي بنى المدرسة الكمالية القضوية التي تقدم ذكرها ذكر عنه المؤرخون انه أوقف أوقافاً كثيرة بالموصل ونصيبين ودمشق والذي نراه أن الرباط كان ظاهر الموصل قرب رباط قضيب البان الموصلي .
الرباط المجاهدي : بناه مجاهد الدين قيماز الرومي ( ـ 595هـ ) بعد أن بنى الجامع المجاهدي بنى الرباط والمدرسة والبيمارستان وكلها متجاورات تقع على دجلة في الربض الأسفل من الموصل فبناء الرباط كان بعد سنة 576هـ وهي السنة التي انتهى فيها من بناء جامعه . ونستدل مما ذكره المؤرخون أنها كانت تقابل الجامع ولم يبق من اثارها مايستحق الذكر([2])
رباط درب الدراج : لأبي السعادات ابن الأثير كانت دار ابن الأثير في محلة درب دراج اتخذها رباطا فيه ودفن بعد موته ووقف أملاكه على هذا الرباط وعلى رباط قصر حرب والذي نراه أن الرباط يقع قرب دوسة علي ففي هذه المنطقة عدة مساجد متقاربة من بعضها مسجد ابن العراقي مسجد ابن طلى مقام الصالح بن الصالحين وتجاورها مقبرة تعرف بمقبرة دوسة علي وقد أنشأت وزارة الأوقاف عليها عمارة بعد ان رفعت القبور ولم تزل دوسة علي تحت الطريق المجاور للعمارة شمالا فلعلها انشئت في محل رباط ابي السعادات ([3]).
رباط قصر لأبي السعادات ابن الأثير : بنى القصر حرب بن عبدالله الرويدي صاحب الحربية ببغداد سنة 145هـ وقد تقدم الكلام عنه .واتخذ أبو السعادات رباطاً له قرب قصر حرب ذكر عزالدين ابن الأثير عنه وعنده يومنا هذا قرية كانت ملكا لنا فبنينا رباطا للصوفية ووقفنا عليه القرية وق جمعت كثيرا من هذا الكتاب الكامل في هذه القرية في دار لنا بها وهي من أنزه المواضع وأحسنها واثر القصر باق إلى الآن . ويذكر ابن خلكان عند كلامه عن أبي السعادات ابن الأثير وأنشأ رباطا بقرية من قرى الموصل تسمى قصر حرب ووقف أملاكه عليه وعلى داره التي يسكنها في الموصل ([4]).وان أبا السعادات انقطع في هذا الرباط آخر أيامه يرس ويؤلف إلى أدركه اجله ([5]).
[1] - منية الأدباء ، ص 56
[2] - تاريخ الموصل ، 1/349 ؛ جوامع الموصل ، 70-71؛ سومر 11، 170-179 ؛
[3] - الموصل في العهد الاتابكي ، ص 156-157
[4] - الكامل ، 5/231؛ وفيات الأعيان ، 441
[5] - الكامل ، 5/231؛ وفيات الأعيان ، 441