تشرشل
من غرائب القرن العشرين التي تكاد أن لا تحصى انه في الوقت الذي كان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل يوقع على أمر بالبدء بإنتاج القنبلة الهيدروجينية كان ونستون تشرشل الكاتب يفوز بجائزة نوبل للآداب.
من المؤكد أن المفارقة ستكون أكبر لو أن السير ونستون فاز بجائزة نوبل للسلام، على غرار مناحيم بيغن مثلا، ولكن ذلك لا يقلل من غرابة تلك الجائزة، ولا من مواهب تشرشل المتعددة.
فإلى كونه جنديا وكاتبا ورساما وسياسيا، اشتهر هذا الزعيم البريطاني بروح النكتة وبإطلاق حركات وشعارات معينة زال بعضها لأن الزمن قد تجاوزه، مثل إطلاق اسم الستار الحديدي على الحالة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام أوروبا إلى شرقية وغربية؛ فيما لا يزال بعضها الآخر مستعملا حتى اليوم كرفع اليد مع فتح السبابة والإصبع الأوسط فيما يعرف بـ إشارة النصر.
المولدوالنشأة
ولد ونستون تشرشل في 30 تشرين الثاني 1874 في قصر بلاينهام القصر الشهير القريب من أوكسفورد مقر حكام مقاطعة مارلبورو وقد بني في عهد جده السابع دوق مارلبورو الأول تيمنا بالانتصارات التي حققها عام 1704 .
في هذا الجو العابق برائحة التاريخ نشأ هذا الشاب وهناك تعرف على كليمانتين هوزييه وصارا خطيبين وعندما كتب فيما بعد، حياة وأيام جون تشرشل دوق مارلبورو، شكلت قاعات ذلك القصر وحدائقه النبع الذي استقى منه تشرشل مصادر كتابه.
كان والده اللورد راندولف تشرشل ووالدته أميركية الأصل تدعى جيني جيروم توفي والده وهو في السادسة والأربعين من عمره في ظروف مأساوية أدت إلى تجريده من لقبه رغم انه كان قد بدأ حياته السياسية بنجاح عظيم واستطاع أن يتولى منصب وزارة المالية وهو في الثلاثين من العمر.
وهكذا كان على تشرشل الصغير ابن "اللورد" وحفيد الدوق أن يشق طريقه بنفسه وان يكسب رزقه بقلمه ولسانه ساعدته في ذلك والدته التي كانت دائما إلى جانبه.
لم تكن حياة تشرشل مماثلة لحياة والده بل على العكس منها تماما فهو لم يظهر أي نجاح في المدرسة الثانوية التي دخلها عام 1888 حتى انه لم يتمكن من الوصول أبدا إلى الصفوف العليا إذ كان غير مبال باللغة الإنكليزية وأدبها الكلاسيكي، مفضلا استعمال لغته الخاصة.
ترك تشرشل الثانوية والتحق بالمدرسة الحربية الملكية في ساندهيرست وتخرج منها عام 1894 كانت مهمته الأولى مع الجيش الإسباني في كوبا الذي كان يقاتل الاستقلاليين الكوبيين. ثم أرسل إلى الهند حيث قضى مدة طويلة، كانت كافية لقيامه بنوع من التربية والتثقيف الذاتيين. فقد كانت أمه ترسل له صناديق من الكتب وكان يطالعها كلها. وقد تأثر بالمؤرخين غيبون وماكولي وبنظرية داروين في النشوء والارتقاء.
عام 1898 نشر كتابه الأول "قصة قوات سهل مالاكاند" وكان بمثابة خلاصة تجربته في الهند ونقل بعد ذلك إلى السودان والى جنوب أفريقيا حيث قام بوظيفته كجندي وبعمل آخر هو مراسلة صحيفة مورننغ بوست.
قبل نهاية القرن كانت شهرة تشرشل قد عمت أرجاء العالم الغربي فقد قامت قوات البوير في أفريقيا الجنوبية باعتقاله ولكنه تمكن من الفرار عبر جمهورية وسط أفريقيا وعاد مجددا إلى جبهة القتال في الناتال.
وقد كتب تشرشل قصة هروبه من المعتقل وعودته إلى الجبهة في كتابين صغيرين ثم قام بجولة في الولايات المتحدة، ألقى خلالها محاضرات عن هربه وقد جعلت تلك الجولة اسمه على كل شفة ولسان كما أن المبلغ الذي جناه من تلك الجولة مكنه من دخول البرلمان ( لم يكن أعضاء البرلمان في ذلك الحين يتقاضون أية رواتب في ذلك الحين).
في 23 كانون الثاني 1901 انتخب تشرشل عضوا في البرلمان ممثلا حزب المحافظين عن دائرة اولدهام ولكن تعاطفه مع قضية الوطنيين الأفريقيين التي اختبرها عن كثب واعتراضه على عدد من مشاريع القوانين سرعان ما دفعاه إلى ترك المحافظين والانضمام إلى حزب الأحرار (1904).
المعتركالسياسي
ومن هناك بدأت رحلته في السياسة، إلى جانب متابعته الكتابة وأول منصب تقلده كان نائب وزير المستعمرات وقد لعب دورا هاما في إنهاء حرب البوير.
عام 1906 نشر كتابا عن سيرة حياة والده "اللورد راندولف تشرشل" وفي 1908 كتاب "رحلتي الأفريقية" وفي السنة نفسها تزوج من الفتاة التي التقاها في طفولته، كليمانتين هوزييه، وقد انجبا صبيا واربع بنات توفيت إحداهن وهي طفلة.
ساعدته المناصب التي تولاها في بداية حياته السياسية على إدخال تشريعات هامة في مجالات المساعدات الاجتماعية، منها الضمان الصحي وتعويضات البطالة. وفيما بين 1910 ـ 1915 ساهم مع وزير البحرية اللورد فيشر في عصرنة الأسطول البريطاني في مواجهة القوة البحرية الهائلة التي أنشأتها ألمانيا.
مع بدء الحرب العالمية الأولى واحتلال الألمان لبلجيكا قاد تشرشل حملة مضادة إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها. ولم تكن محاولته احتلال الدردنيل لعزل تركيا عن أوروبا أفضل حالا. وقد اجبر تشرشل على تحمل الفشل في الحالتين. وعندما سقطت حكومة الأحرار وحلت محلها حكومة ائتلافية من الأحرار والمحافظين ( 1915)، كان الشرط الأول للمحافظين للقبول بالتحالف هو تجريد تشرشل من منصبه كقائد للقوات البحرية.
بدا لتشرشل ان حياته السياسية قد انتهت، فتعلم الرسم، كهواية وكتعزية. ولكنه بقي يمارسه حتى نهاية حياته.
لم يغب تشرشل عن المسرح طويلا، إذ سرعان ما دعاه رئيس الوزراء لويد جورج إلى تولي منصب وزير الإمدادات العسكرية (1916). وبنهاية الحرب صار وزير الدولة لشؤون الحرب والقوات الجوية، حيث عمل على تحديث القوات الجوية البريطانية، وصار هو نفسه طيارا.
سقط تشرشل في انتخابات 1922 وابتعد مؤقتا عن السياسة ثم عاش فترة مضطربة تنقل خلالها بين عضوية حزب المحافظين وحزب الأحرار كما تسلم عدة مناصب وزارية، إلا انه لم يكن سعيدا بالصلاحيات المحدودة التي منحت له فابتعد عن السياسة تماما في الأعوام العشرة 1929 ـ 1939، وانصرف إلى الكتابة والى ممارسة هوايته الجديدة الرسم. ونشر "طفولتي" (1930)؛ "مارلبورو" ( 4 أجزاء 1933 - 1938)؛ "أفكار ومغامرات" (1932)؛.
مع بداية الحرب العالمية الثانية كان لا بد من الاستعانة بتشرشل نظرا لخبرته والجهود التي بذلها لتنظيم القوى البحرية والجوية عندما كان في السلطة. فعين قائدا أعلى للبحرية. ولكن الهجوم الألماني على أوروبا كان سريعا وفعالا فسقطت بولندا والبلاد المنخفضة وتبعتها فرنسا، دونما مقاومة تذكر.
رئاسةالوزراء
بحلول العاشر من أيار 1940 ، وفي وسط الكارثة التي كانت آثارها قد بدأت بالظهور اختير تشرشل ليكون الزعيم والقائد الأول لبريطانيا، فتولى منصبي رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع على مدى السنوات الخمس التالية.
في البداية كان على بريطانيا أن تحارب وحدها إذ لم يكن من قوة أوروبية قادرة على ذلك. وكان على تشرشل أن يستنهض همم الأوروبيين للقيام بأعمال المقاومة ضد الألمان، وان يدافع عن حدود بريطانيا نفسها. وكانت مهمته صعبة لأن بريطانيا خسرت العديد من معداتها الحربية اثر احتلال فرنسا وأثناء محاولة إخلاء دنكرك. ولكن تشرشل عمل سريعا على احتضان حركة المقاومة الفرنسية التي قادها ديغول، وعلى صداقته للرئيس الأميركي روزفلت، التي بدأت نتائجها تظهر من خلال تزويد الأوربيين بالسلاح والعتاد أولا ثم في دخول الولايات المتحدة نفسها الحرب وتشكيل ما عرف بقوات الحلفاء.
بعد فترة من نشوب الحرب تولد لدى تشرشل نوع من الاعتقاد بأن ألمانيا لن تجازف بمحاولة احتلال بريطانيا. وقد شجعه ذلك على إرسال واحدة من الفرقتين العسكريتين الباقيتين في الجزيرة إلى مصر للامساك بالمعبر الأساسي إلى الشرق الأقصى.
ولكن نقطة التحول في الحرب كانت استفادته من الأخطاء التي ارتكبها أعداؤه. فهجوم ألمانيا على الاتحاد السوفياتي دفع ستالين إلى إعلان الحرب، كما أن الهجوم الياباني على بيرل هاربر، واستغلاله من قبل هتلر لإعلان الحرب على الولايات المتحدة، تركا مجالا ضيقا للاختيار أمام الرئيس الأميركي روزفلت. وهكذا انقسم العالم إلى حلفين كبيرين، ألمانيا وإيطاليا واليابان من جهة، وأميركا والاتحاد السوفياتي وبريطانيا وحكومة فرنسا في المنفى برئاسة ديغول. وكان أن انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة كبرى للحلف الأول، وبانتصار تشوبه عدة شوائب بالنسبة للحلف الثاني.
وقد ظهرت بوادر ذلك في مؤتمري طهران ويالطا اللذين عقدا بحضور روزفلت وتشرشل وستالين وديغول. وفيهما ظهر الخلاف الواضح بين تشرشل الذي أراد الحد من التوسع السوفياتي داخل أوروبا، وبين روزفلت الذي لم يجاره في هذا الأمر. وكانت النتيجة أن الاتحاد السوفياتي صار صاحب نفوذ على معظم دول أوروبا الشرقية.
بعد استسلام ألمانيا، أيار 1945، قاد تشرشل مواكب المحتفلين بالنصر في شوارع لندن إلا انه ـ كما ورد في أحد كتبه ـ كان يشعر بغصة في القلب لعدم قدرته على الحد من النفوذ الشيوعي داخل أوروبا وقد تبع ذلك وفي اقل من شهرين وحتى قبل استسلام اليابان سقوط حكومته في انتخابات تموز 1945. ومرة أخرى شعر تشرشل بغصة رغم علمه أن نتيجة الانتخاب لم تكن موجهة ضده بمقدار ما كانت تعبيرا عن رغبة البريطانيين بالتجديد بعد عشرين سنة من حكم المحافظين.
بعد تولي حزب العمال الحكم، انصرف تشرشل إلى الكتابة والرسم فكتب مؤلفه الضخم الحرب العالمية الثانية (6 أجزاء 1948 ـ 1953)، كما عرض لوحاته دوريا في الأكاديمية الملكية.
عاد تشرشل إلى رئاسة الوزارة مجددا عام 1951 وهو في السابعة والسبعين من العمر، واستمر حتى العام 1955، عندما استقال في عيد ميلاده الثمانين في التاسع من نيسان، ولكن ليس قبل أن يحقق أمنيات عزيزة على قلبه. فقد شارك في تتويج الملكة الفتية اليزابيت الثانية (حزيران 1953) بصفته "فارسا" (Sir)، ونال جائزة نوبل للآداب في السنة نفسها.
لم ينقطع تشرشل عن ممارسة السياسة بل تابع حضور جلسات مجلس العموم حتى تموز 1964، حيث تقاعد إلى أن وافته المنية في 24 كانون الثاني 1965. وقد أقيم له مأتم رسمي وشعبي ودفن في حديقة الكنيسة الصغيرة التابعة لقصر بلاينهايم حيث ولد قبل تسعين سنة.
مرض ترشل و دخل فى غيبوبة غى 24 ديسمبر عام 1964 الى ان توفى فى 14 يناير عام 1965.
اقتباسات منأقواله
1 / الشخص المتواضع هو الذي يمتلك الكثير ليتواضع به.
2/ المسؤولية ثمن العظمة.
3/ إمبراطوريات المستقبل هي إمبراطوريات العقل.
4/ إن الحقيقة محسومة. الرعب قد يستاء منها، والجهل قد يسخر منها، والحقد قد يحرفها، ولكنها تبقى موجودة.
5/ إن غزا هتلر الجحيم، سأشير إلى الشيطان على الأقل في مجلس العموم.
6/ حين تصمت النسور، تبدأ الببغاوات بالثرثرة.
7/ سر الحقيقة ليس فعل ما نحب، بل أن نحب ما نفعل.
8/ سنظهر الرحمة، ولكننا لن نطلبها.
9/ كان على بريطانيا وفرنسا أن يختارا إما الحرب أو الإهانة. اختارا الإهانة. ستكون عندهما الحرب.
10/ لماذا تقف حينما تستطيع الجلوس؟
11/ لا أكره أحداً سوى هتلر.
..............................
مذكرات تشرشل من جديد:نحـــن جميعــــاً ديـــــدان
ثقافة
الثلاثاء 8-12-2009م
ترجمة مها محفوض محمد
مابين عامي 1948-1954 نشر ونستون تشرشل مذكراته عن الحرب العالمية الثانية بستة أجزاء وقد توج هذا العمل الأدبي بجائزة نوبل للآداب، وتشرشل هو السياسي الوحيد الذي فاز بهذه الجائزة حيث كان قد ترك منصبه السياسي بعد أن حقق الكثير لبلاده.
النسخة الفرنسية من المذكرات كانت مليئة بالأخطاء والمقاربات لذلك يعاود الفرنسيون اليوم إصدارها من جديد بدقة وإحكام وتحت عنوان مذكرات حرب بين عامي 1919 - 1941.
يصدر المجلد الأول من 650 صفحة.
« سوف تبدأ الحرب دون شك» بهذه الكلمات يبدأ غورينغ مداخلته النقدية بالحديث عن دخول تشرشل إلى وزارة الحرب البريطانية في الثالث من أيلول عام 1939 بعظمة وغطرسة وهو في الخامسة والستين من عمره، وكانت تلك المعركة الأخيرة والأهم في حياته وبالطبع أغنت مذكراته بحيوية وقوة.
المجلد الثاني من هذه المذكرات سيصدر في ربيع 2010، وسوف يظهر تشرشل كما هو مزمجراً ثرثاراً وماكراً ومنذ بداياته عمل على الاحتفاظ بكل شيء، برسائله المطولة و التقارير والوثائق، وانطلاقاً من هذه المواد الضخمة أراد أن يبني مؤلفه الكبير خلافاً للجنرال ديغول الذي كتب مذكراته منفرداً في مكتبه بقريته لابوازي، بينما تشرشل عمل مع فريق متكامل.
فرانسوا كيرسوري الذي قام بتحضير النص وتقديمه و إعداد هوامشه والتعليق عليه يبين بوضوح الفوارق والنقاط المشتركة بين الرجلين اللذين يعيان معنى التاريخ بشكل كبير، إذ ساهما في صنعه. وحول ذلك يقول: لدى الرجلين الفهم الحدسي ذاته لمعنى التاريخ والشعور الوطني المتعالي والرؤية ذاتها، والحاجة لتبرير الفعل والهم نفسه لإنجاز عمل تاريخي وطريقة الولوج إلى تاريخ البلاد، كما كان الأمل متماثلاً لعودة قريبة إلى السلطة.
لكن في الوقت الذي كان ديغول فرنسا الكبير يكتب من مكتبه متأملاً الآفاق الواسعة والمنهكة الحزينة لمنطقته اللورين كان تشرشل الضخم يعيد كتابة التاريخ من وسط سريره المحاط بالوسائد وطيوره المفضلة من فصيلة الببغاء وقطته وكلبه الوفي، وأحياناً كان يأخذ موافقة الناشر ليذهب على حسابه الخاص برحلة إلى مراكش أو إلى الشاطىء اللازوردي في فرنسا.
طبعاً المذكرات ليست بالكامل من كتابة تشرشل لكنه وقع عليها والمؤلف هو من أعد الإخراج والعبارات الصادمة والكلمات الطيبة والتي لاتخلو بشكل أو بآخر من التزييف، ومن بعض أقوال تشرشل فيها: «المتعصب هو شخص لايريد أن يغير رأيه ولايريد أن يغير الموضوع، أما الوفاقي فهو شخص يغذي تمساحاً آملاً أن يكون آخر من يأكله، وهناك جمل تؤثر بالقارىء بشكل مباشر لما فيها من ذكاء وحنكة كقوله: وهكذا تقوى النية السيئة لدى الخبثاء عندما يضعف ذوو الأخلاق الحميدة».
لقد نال تشرشل جائزة نوبل للآداب عام 1953 لقدرته على الوصف التاريخي والبيوغرافي (السيرة الذاتية) وبلاغته الرائعة في الدفاع عن القيم الإنسانية السامية.
وقد ساهم في إعادة الصياغة أكثر من عمله في التأليف وكان رئيساً لاوركسترا حدد فيها نغم التاريخ ليستدير في نهاية اللحن باتجاه الجمهور وبيده كأس من الشمبانيا وفي فمه السيكار.
وبعد سبع سنوات من العمل بدا تشرشل راضياً عندما صدر كتابه في بريطانيا العظمى عام 1959 وكان النجاح كبيراً بمستوى مشروعه الضخم، وفي ذلك الوقت الذي أنهى كتاباته بدأ ديغول كتابة مذكراته لكن بطريقة مختلفة تماماً.
ديغول كان ميالاً إلى السيرة الذاتية بينما تشرشل استقى من الصندوق الكبير الذي وضع فيه التقارير والوثائق والمراجع الخاصة، ولم تخل كتاباته من روح الدعابة ليحول المزيف إلى حقيقة وبينما كان شارل ديغول يكتب موشحاً خطابياً كان اللحن جنائزياً مظفراً لدى تشرشل.
وللرجلين منذ ولادتهما موهبة التأليف ولم يشك أي منهما بالمصير الذي آل إليه، لقد تميز تشرشل بأسلوب ماهر في العبور من سجل إلى آخر وقد استهوى الكثيرين، و في لحظة من التواضع أسّر إلى أحد الشبان بالقول: نحن جميعاً ديدان ليلتفت إلى إحدى السيدات التي اغتاظت وقلقت مما سمعت ليقول لها: لكن أعتقد بأني دودة براقة