إسماعيل الحسيني بن محمد نودي البزرنجي
هو السيد الحسيب النسيب الشيخ إسماعيل ابن السيد محمد نودي , ابن السيد علي , ابن السيد رسول , ابن السيد سيدي , ابن السيد رسول , ابن السيد قلندر , ابن السيد سيدي , ابن السيد عيسى , ابن السيد حسين , ابن السيد بايزيد , ابن السيد عبد الكريم , ابن السيد الكبير عيسى البزرنجي الحسيني , رضي الله عنهم أجمعين آمين . هو سيدنا وشيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى , خدمه ـ والدي عبدالجليل الخضري ـ سبع سنوات , وظهرت بركته عليه بل علينا إلى هذا الحين , وبايعه ولقنه الذكر , وألبسه خرقة الخلافة , وأجازه بتربية المردين في طريق الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره , وكان قدس سره هو المرشد الحقيقة, والمربي طريقة المسك الواصل ذو الكرامات الظاهرة , والأحوال الفاخرة , والكشف الخارق والتصريف النافذ, أخبر بعلو شانه كثير من الأولياء الصالحين في أيام طفولته , ومنهم الشيخ مصطفى الشامي أخوه في الطريق , والشيخ حسين الموصلي , والشيخ عبد الله الصيدريحي , وشيخه الشيخ أحمد اللخياني وغيرهم مما لا يحصى عددهم , وأوقع الله تعالى القبول التام عن الخاص والعام , وكان اذا بايع المريد تسود يده الشريفة الى مرفقه , او إلى ابطه , او أكثر , وبعد ساعة يزول ذلك السواد , ويفتح الله تعالى على مريديه ببركة أنفاسه عاجلاً , وكان قدس الله سره قد طرقه الحال صغره , فلما كبر كان يذهب الى الجبال ويمكث الايام الكثيرة ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام .
وحكى لي والدي وقال : سمعت شيخنا قدس سره يقول : كنت في مجاهدة في بدايتي أصعد إلى الجبال في شدة الشتاء وكثرة الثلج والبرد , وكان قد سخر الله تعالى لي وعول الجبل فكانوا يجتمعون حولي ؛ ليدفئوا جسدي بشعورهم من شدة البرد , وكنت اذا أردت أن أصعد قلة عالية يجيء أحدهم فيقف تحت قلة , فأضغ رجلي فوق ظهره , وأصعد الى المكان الذي أريده .
ثم بعد مجاهداته قدس سره هاجر الى دار السلام بغداد , وأخد الطريق من الشيخ احمد اللخياني ,وكان غوث الوقت وقدس سره , وهو من الشيخ اللخساني , وهو من الشيخ حسين البصري , وهو من الشيخ محمد صادق .
وكان احد الأوتاد الاربعة , صاحب التصريف في ربع الارض برَّا وبحراً شرقاً وغرباً , وهو من الشيخ قاسم الراسخ قدمه في الولاية , تغني شهرته عن ذكر وصفه .وهو من الشيخ عبد الفتاح الصَّالحي .وهو من الشيخ المعمر محمد غريب الله تعالى وغريب الأحوال , وكان قد عاش أربعمائة سنة .وهو عن الشيخ وليَّ الله الملك الودود العارف بالله الشيخ داود .وهو من الشيخ عبد الرزاق
وهو من والده البارز الأشهب , والغوث الأعظم الجامع بي علمي الباطن والظاهر , السيد عبدالقادر الكيلاني .وهو من أبي سعيد المخزومي .وهو من أبي الحسن الهكاري .وهو من أبي الفرج الطرسوسي .وهو من أبي الفضل عبد الرحمن التميمي .وهو من والده عبد العزيز التميمي .وهو من أبي بكر الشبلي .وهو من الجنيد البغدادي .وهو من السري القسطي .وهو من معروف الكرخي .وهو من داود الطائي .وهو من حبيب العجمي . وهو من الحسن البصري .وهو من امير المؤمنين الإمام عليّ بن ابي طالب , وهو من سيد المرسلين وحبيب رب العالمين محمد , وعلى اله وصحبه اجمعين .
وفي السنة ثمان وخمسين ومائة وألف خرج من وطنه قرَّة داغ إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين في الموصل , فلما وصل إلى قرية نينوى من أرض الموصل دخل إلى زيارة النبي .
ومكث يعبد الله سبحانه وتعالى في حضرته أربعين يوماً ولما كمل الأربعينية مرض فأوصى بأن يدفن في تربة الشيخ جنيد من أولاد الشيخ عبدالقادر الكيلاني رضي الله عنهما .
ثم تُوفي الشيخ إسماعيل , فدُفن كما أوصى في تلك التربة مجاوراً للشيخ جُنيد بقرية اسمها رقيا ـ تابعة الى قضاء عقرة ـ على مقدار مرحلتين عن الموصل .
والآن هناك قبره ظاهرٌ يُزار , يقصده الكبار والصغار , ثم ارسل الوزير المرحوم الحاج حسين باشا الجليلي صاحب الموصل حجارة الرخام لعمل قبره الشريف , وكتب على القبر هذه الأبيات:
لَقَد ضَمَّ هَذَا اللّحد عَالِم عَصْرِه فَتىً بين أهلِ الحقِ كان مقدَّما
إِمَامُ بِأَنْوَارِ الشَّريعَة قَد رَقَا
وَبَحرٍ بِأسرَارِ الحَقيقَة قَد طَمَا
توفي في سنة 1158هـ /1745م رضي الله عنه , ونفعنا ببركاته آمين . وترجمته نقلا عن الانتصار للأولياء الأخيار .
***