ولادته ونشأته :
هو الشيخ غانم قاسم فرج العبد الله الجبوري ، ولد في 15 / 1 / 1969، في مدينة الموصل وكان أصغر من أختيه ، توفي أبوه وهو صغير ، قامت أمه على تربيته وتنشئته نشأة إسلامية ، قامت بإدخاله المدرسة الابتدائي في حي الكرامة ، وبعد أن أكمل دراسته فيها ثُمَّ المتوسطة ، أكمل دراسته الإعدادية في إعدادية الدراسات الإسلامية ،التحق بمعهد إعداد الأئمة والخطباء في بغداد وكانت مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات ، وبعد التخرج لم يستطع ممارسة الخطابة وذلك لمنع السلطات له ، بحجة أن لديه توجهات معادية للنظام .
وبعد أن حول المعهد إلى كلية الإمام الأعظم ، أكمل سنته الرابعة فيه وتخرج منها سنة 2001 .
التحق بدراسة الماجستير سنة 2004 وأكملها سنة 2007، حصل على شهادة الماجستير بتقدير إمتياز في أصول الفقه عن رسالته الموسومة الإمام الزركشي ومنهجه في كتابه البحر المحيط وتمت المناقشة في كلية الإمام الأعظم ببغداد وتألفت لجنة المناقشة من الدكتور مزاحم الداموك مشرفاً، والدكتور محمود رجب النعيمي رئيساً والدكتور عبد المنعم الهيتي عضواً والدكتور مفلح عبد الواحد عضواً.
كان رحمه الله من المعجبين أشد العجب بعائلة آل السعدي الأنبارية ، وكان يدعو الله أن يكون أبناءه أمثالهم وأن يسيروا على نهجهم ونهجه في طلب العلم وفي الدعوة إلى الله ، لذلك نرى انه سمَّى أولاده جميعاً على أسمائهم : عبدالملك ، وعبدالحكيم ، وعبدالرحمن.
إقباله المبكر على طلب العلم :
النفوس الشريفة لا ترضى من الأمور إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءة تقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار ، فالنفوس الشريفة لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة والخيانة لأنها أكبر من ذلك وأجل والنفس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك فكل نفس تميل إلى مايناسبها .
فقد رزق منذ صغره حب الإقبال على طلب العلم وحب المطالعة والمذاكرة بين العلماء كما حرص على ملازمه مجالس العلم في المدينة فمدينة الموصل زاخرة بالعلماء والفقهاء والصالحين وتاقت نفسه للعلم وهو صغير فتتلمذ على يد عدد من العلماء الأفاضل ، وبدأ في طلب العلم، وهو في الثالثة عشرة من عمره، ولاحظ مشايخه عليه علامات النبوغ والتميز فأوْلَوْه مزيد عناية واهتمام.
كان آية في الحفظ والفهم مع الذكاء المتوقد وكانت هذه الصفات الموجودة فيه هي التي دفعته إلى طلب المزيد من العلم والمعرفة وطلب العلم من مظانه ، بدأ بطلب العلم صغيراً بجدٍ واجتهاد .
من مشايخه رحمه الله :
درس على يد العديد من علماء هذه المدينة وغيرها منهم :
• أحمد حسن الطه .
• أكرم سعدي رحمه الله .
• الشيخ إبراهيم النعمة .
• الشيخ أحمد تتر البيسري رحمه الله.
• الشيخ ذنون البدراني رحمه الله.
• الشيخ صالح خليل حمودي.
• الشيخ محمود مصطفى اليوسفي .
• عبدالله عمر الكردشيري .
• عبدالملك السعدي .
• محمد محروس المدرس رحمه الله.
إجازته العلمية :
حصل على الإجازة العلمية من قبل الشيخ الدكتور صالح خليل حمودي ولقبه شيخه بلقب ( زين الدين ) ، في يوم السبت 3 رمضان 1428هـ الموافق 15/9/2007 ، في حفل أقامته رابطة علماء العراق /فرع الموصل بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وبمناسبة منح الإجازة العلمية لطلبة العلم كلاً من الشيخ محمد إبراهيم الهسنياني ، والشيخ غانم قاسم فرج الجبوري، والشيخ أحمد هاشم محمد صالح السبعاوي.
وألقى شيخه المجيز الشيخ الدكتور صالح خليل حمودي رئيس رابطة علماء العراق /فرع الموصل كلمة في هذه المناسبة قال فيها :
بسم الله وعلى بركة الله ، وفي الله ، وبالله , نبدأ حفلنا هذا ثُمَّ الصلاة والسلام على رسول الله سيد المرسلين والثقلين سيدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وبعد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أحييكم في رابطتكم الرابطة التي أعطت الكثير الكثير لهذه البلدة وللمسلمين .
أحييكم في باحتها وفي ساحتها ، وباحتها وساحتها امتداد لمعاني كثيرة توالت عبر الحقب الزمنية ،حتى وصلت إلينا ثُمَّ نوصلها إلى غيرنا وهكذا الدنيا نزول فارتحال.
تعلمون معاشر طلبة العلم أن للعلم منزلة عظيمة ، فان الله تبارك وتعالى, قد ابتدأ خَلَقَ الْإِنْسَانَ وبعد خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ قال تعالى عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ بالعلم يمتاز الإنسان حياته وفعاليته فلن تجد من يفعل المجتمع غير العلماء , وللعلماء دور كبير عالٍ لذلك اختصهم الله بالدرجات يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وهذه الدرجة لا تورث إلا لدور العالم في إحياء الأمة ، فأن العالم هو الذي يحيى الأمة ولذلك قال ( ) : ( لموت قبيلة أهون على الله من موت عالم ( فان العالم إذا مات أحدث شرخاً في الإسلام لا يسده إلا من يخلفه ، لما لهذه الرواحل التي تبني المجتمع على العقيدة الصائبة الصافية وعلى السلوك الصحيح الذي من خلاله تبني المجتمعات على أعلى المستويات , وهذه المدينة عُرفت وميزت بلون العلم والعلماء فيها,وأن رحمها ليأتي بحقب زمنية غطاها العلماء منذ بزوغ الإسلام وشمسه إلى يومنا هذا, ولا تزال جمهرة من العلماء تتوارث العلم كابراً عن كابر إلى حضرة المصطفى ومنه إلى حضرة أمين الوحي جبريل ومنه إلى ربّ العالمين ، عظم نواله وعظم مآلاه ونعم المولى ونعم النصير
والإجازة الموصلية تمتاز بعلو السند ويمتاز حماتها بعلو الهمة وقد انتظمنا في هذا السلك الذي نرجو الله عز وجل أن يجعلنا حملة لهذا العلم وخدماً للمسلمين , والعلم أيها الإخوة نافع ، فإن العلماء هم الأحياء وغيرهم أموات قال الإمام علي
ففز بعلم تعش حياً به أبداً
الناس موتى و أهل العلم أحياء
وقد ورد عنه : رضي الله عنه - الناس ثلاثة: عالم ومتعلم ورعاع لا يحفظ الله دينهم يميلون مع كل ريح يتبعون كل كل ناعق.
فكن مع الوصيفة القائلة : كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابع فتهلك من اجل ذلك هبَّ شبابنا لطلب العلم فإن العلم يؤخذ عن العلماء ولا يؤبه بعلم الصحف بل يؤخذ عن الرجال وكل علم لا يؤخذ عن الرجال لا يعتبره أهل العلم والتحقيق علماً كاملاً بل يقع صاحب الصحف في كثير من الزلات وهو ينحصر منه بمسائل قد يفضي بها إلى ضلال الأمة ولذلك حذر الرسول ،حذر الأمة من أن يغيب عن ساحتها العلماء إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن ينتزعه بموت العلماء فيخلفهم أناس جهال فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون .
وهذه هي الطامة الكبرى لما اجتاحت الأمة عمتها الفتنة أعاذنا الله وإياكم من الفتنة .
أقول إن الله امتنّ عليَّ بأن أنتسب إلى دوحة العلم بعد أن قرأت على مشايخي من أهل الموصل الذين انتقل جُلهم إلى رحمة الله ومن جملتهم علم الدين وناصر السنة الشيخ الفاضل العلامة ذنون البدراني رحمه الله مع دراستي على مشايخ كثيرين من الذين رفعوا لواء الدين ونصروا السنة وذبوا عن حياض الإسلام , وهذه الإجازة متصلة السند إلى المصطفى في العلوم كلها العقلية والنقلية وفي الكتب الستة والمسانيد والمعاجم .
كذلك منَّ الله عليّ أن أتصل بمدينة فخر الكائنات سيدنا محمد بحضرة العالم الشيخ حامد بن أكرم البخاري المدني والعلامة الشيخ السيد عبدالمالك السنوسي والشيخة فاطمة السنوسية وأنا افتخر أن أتنسب غير متعالٍ ولا متكبر إلى طائفة العلماء وأنا لست منهم بل أنا طويلب إن صحٍ هذا عنوان أضعه على نفسي اقتداء بعلمائنا رحمهم الله الذين لم يفخروا على الناس بعلمهم .
أستاذنا الفاضل ذنون يونس البدراني رحمه الله كثيراً ما يقول في تأجيزه طلابه وأنا منهم ، كان يقول لنا : كان شيخنا رشيد الخطيب رحمه الله كثيراً ما كان يقول : يا أبنائي أنا لست عالماً ، ولست طالب علم بل طويلب علم , وكما تعلمون الطويلب هو من باب التصغير وهذا من باب التواضع لله مع كثرة علمهم واتساع معلوماتهم فاليوم حان لي أن أجيز بعض طلبتي الذين شعرت أنهم من حملة المسؤولية وأنهم من طلبة العلم المجدين وسنباشرها إن شاء الله في نهاية هذا الحفل وفي النهاية أشكر حضوركم وأتمنى لكم التوفيق في نصرة الإسلام والمسلمين وفي نصرة قضايا الأمة وفي توحيد الأمة وفي رصّ صفوفها وفي العمل جاهدين وأنتم في طريق الشهداء وفي طريق المجاهدين أن ترفعوا راية لا اله إلا الله عالية خفاقة أقول قولي هذا واستغفر لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ثُمَّ قدم الشيخ محمد إبراهيم الهسنياني كلمته وعرف بنفسه وهو غني عن التعريف وأين تلقى علومه ، فلما حان دور الشيخ غانم قاسم ليعرف بنفسه ، القي كلمة هذا نصها :
الحمد لله الذي عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أرشد الجاهلين ، وعلم المتعلمين ، وقاد سفينة العالم الحائرة إلى شواطيء الأمان والنجاة القائل:( من يرد الله به خيرةً يفقه بالدين ).
أما بعد : فإن أنفس ما تنفق فيه الأعمار وتقضى فيه الأوقات وتبذل فيه الهمم وبه يتوصل إلى أقصى الغايات طلب العلم ، الذي رفع الوضيع إلى أعلى الدرجات يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ , فكفاهم فخراً إن الله أشهدهم على وحدانيته قال تعالى شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فكان الفخر لهذه الأمة ولعلمائها والرفعة لعظمائها والفضل لدعاتها ولله در القائل:
مالفخر إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل إمرئ ما كان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً به أبداً
الناس موتى و أهل العلم أحياء
بل كانت أول كلمة في هذا الدين اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ فيدل ذلك على أن هذا الدين دين علم ومعرفه جاء ليكرم العلماء ، ويعلم الجهلاء حتى اقسم الباري تعالى بأداة العلم ووسيلته فقال: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ، فهل يبقي للجهل مكان في أمة قال كتابها هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ وقال وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ وقال بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ، فكان العلماء هم الناس الحقيقيون كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله حين سئل من الناس ، قال العلماء ، قيل ومن الملوك ؟ قال الزهاد ، قيل: فمن السفلة ؟ قال : الذين يأخذون الدنيا بالدين ، وقد أوصى لقمان الحكيم ابنه يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله سبحانه وتعالى يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيى الأرض بوابل السماء ، وهكذا أيها السادة كان العلم ومسيرته في مدينتنا الفاضلة ، من هذا المنطلق كان لنا شرف خدمة هذا الدين مع إخوان وشرف تعلمه والسير في ركاب أهله فمن فضل الله عليَّ وله الفضل في أول الأمر وآخره إني تلقيت هذا العلم عن مشايخ أجلاء وعلماء فضلاء كانت لهم عليَّ أيادٍ بيضاء في تربيتي وتعليمي وأخص بالذكر منهم :
أولاً : الشيخ العلامة احمد الحسن الطه حيث قرأت عليه من متن الغاية والتقريب في الفقه الشافعي والورقات وشرحها للمحلي بالأصول، وشرح الرحبية في الفرائض .
ثانياً : ثُمَّ واصلت مع شيخنا عبد الملك السعدي حفظه الله فقرأت عليه شرح النسفية له، وشرح البيقونية لسراج الدين في المصطلح ,والجزء الأول من ميزان الأصول ( بتحقيقه ) في أصول الحنفية ، وأغلب قطر الندى ، والاختيار إلا قليل منه في فقه الحنفية .
ثالثاً : الشيخ المحدث صبحي السامرائي حفظه الله حيث قرأت عليه علم المصطلح وقد أجازني بإجازة عامة بالكتب السنن الستة ، وبما يروى عن مشايخه ، مع كتب المصطلح .
رابعاً : الشيخ محمد محروس المدرس رحمه اله حيث قرأت عليه شيئاً من الاختيار،وكشف الأسرار شرح أصول البزدوي للنسفي .
أما مشايخي في الموصل الحدباء فهم كالآتي :
أولاً : الشيخ الأستاذ العلامة ملا أحمد تتر رحمه الله حيث قرأت عليه متن العزي في التصريف ومتن ايساغوجي وشرحه مغني الطلاب في المنطق، والوضع والاستعارة لأبي مكرن الرستمي ، وفي النحو شرح العوامل المسمى بالشرح الثاني ، وشرح الأنموذج للزمخشري بشرح عبدالغني الاردبيلي ، ، وفي العقيدة جوهرة التوحيد للباجوري ، وفي الفقه المنهاج للإمام النووي رحمه الله .
ثانياً : الأستاذ النحوي الشيخ العالم الشيخ محمود مصطفى رشيد اليوسفي أبو نجيب حفظه الله حيث قرأت عليه علوم الآلة : متن البناء والعزي وشرحه للتفتزاني والآجرومية وشذور الذهب وابن عقيل وشرح الكافية المسمى ملا جامي في علم النحو.
أما الفقه فقد قرأت عليه الروضة الندية ، وأما الحديث فقد قرأت عليه بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني ، والجزء الأول من سبل السلام ، والمجلد الاول من كتاب التاج ، وأما في التفسير فقد قرأت عليه تفسير الجلالين بحاشية الصاوي إلى سورة يونس، وتفسير البيضاوي إلى صدر سورة النساء .
وأما في العقيدة فقد قرأت عليه المجلد الأول من شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي .
ثالثاً : ملا أكرم سعدي رحمه الله حيث قرأت عليه الجزء الأول من ابن عقيل .
رابعاً : الشيخ الدكتور صالح خليل حمودي حفظه الله قرأت عليه طرفاً من علم التفسير والفقه والأصول .
كما حضرت دروس شيخنا العلامة ذنون البدراني رحمه الله والتي كان يلقيها على بعض طلبة العلم .
خامساً: الشيخ الفاضل الجليل عبدالله عمر سلطان الگردشيري حفظه الله حيث قرأت عليه ربع كتاب جمع الجوامع في الأصول .
ونحن بإذن الله تعالى على الدرب ماضون وفي طريق أهل العلم سائرون وبسيرة الأخيار مهتدون .
وختاماً: أساله تعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ماينفعنا وأن يسدل الخير والثواب لكل من علمنا ومن له حق علينا ، أساله الرحمة والمغفرة والرضوان لي ولكم إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير هو نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد إلقاء عدة كلمات وقراءة سند الإجازة من قبل الشيخ غانم عيثان قام الشيخ الدكتور صالح خليل حمودي بمنحهم الإجازة العلمية بقوله :
أقول لقد أجزت بكل ما تبين وتحرر أخي (زين الدين) القبه بزين الدين غانم بن قاسم بن فرج الجبوري الموصلي ، فله أن يرويه عني وأن يجيز به كل من تردد إليه وقرا عليه ورآه أهلا لذلك وقد صافحته عندما أجزته كما صافحني شيخي كما صافحه شيخه وهكذا جرى بين أشياخه وذلك للإيذان بالربط والاتصال وأوصيه كما أوصاني به شيخي بوصية الأشياخ المتسلسلة بينهم وهي تقوى الله في السر والعلن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحفظ الأمانة والتجنب عن الخيانة والوفاء بالعهود وبذل المجهود في صيانة العلم عن كل مايشينه وان يتمسك بكل مايقرب إلى الجنة ويباعد عن النار ، وأوصيه كذلك بما أوصاني به شيخي عن أشياخه بالمداومة على تحصيل العلم والحث عليه لأن الإنسان مهما بلغ من العلم وضاعف جهده في تحصيله لم يأت منه إلا قليلاً نادراً إذ هو بحر لايدرك ساحله ولا يسبر غوره ولا يعرف مداه ، وأوصيه أن لا يبخل بالإيفاء ولا يتكبر عن الاستفادة من كل إنسان وان يحفظ الأعضاء والحواس واللسان وان يجتنب الرياء والمراء والجدال ولا يتهالك على حب الجاه والمال وان لا ينساني ووالدي وأشياخي من صالح دعواته في خلواته وجلواته ونسال الله سبحانه وتعالى التوفيق وحسن الختام وان يجعلنا ممن تعلم العلم للعمل لا للافتخار والخصام وان يدخلنا جوار سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى اله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين .
وكانت الإجازة في السبت 3 غرة شهر رمضان المبارك 1428هـ الموافق 15 أيلول 2007م .
وأتمنى للأخ المجاز زين الدين قاسم بن غانم بن فرج الجبوري الموصلي ، التوفيق والرضا .
تلاميذه :
لقد درّس رحمه الله فترة طويلة من الزمن في جامع الكرامة حيث كان يلقي دروسه اليومية مابين المغرب والعشاء رغم المضايقات التي كان يعاني منها من قبل السلطات الأمنية والحزبية آنذاك وبقي مستمراً بالتدريس ولم توقفه عن أداء رسالته له وكانت دروسه تتوزع بين الفقه والعقيدة والنحو وكتب الدعوة ، كما أصبح العديد من طلابه الذين درسوا عليه من المتميزين في الخطابة والإمامة .
بذل الشيخ رحم الله جهوداً كبيرة في سبيل نشر الدعوة من خلال العلم الشرعي فتتلمذ على يده كثير من طلبة العلم ولاسيما في جامع الكرامة في حي الكرامة .
فإن هؤلاء التلاميذ استوعبوا فكر الشيخ ودعوته وأخذوا يعملون بها ويبثونها إلى الناس ، ولكن يصعب عليَّ أ ن أشير إلى جميع أولئك التلاميذ ولكن سأذكر بعض من هؤلاء الذين يرتقون المنابر ليواصلوا الدعوة إلى الله وإكمال ما ابتدأه رحمه الله .
الشيخ أحمد عبدالله شامي الحياني ، إمام وخطيب جامع الكرامة .
الشيخ أحمد الحديدي ،وبرهان إدريس ، فاروق عبدالحميد ، خالد الصميدعي ، عبدالرحيم خليل محمد ، فارس ، كاوه محي الدين خليفة ، عبدالسلام ، عدنان عبدالله الجبوري من قرية العباس ناحية النمرود .
وظائفه التي أشغلها :
لقد تقلداً شيخنا مناصب دعوية كثيرة معظمها حسبة لله وكان لها الفائدة الكبيرة لأهل الموصل منها :
• خطيب جامع الكرامة .
• خطيب جامع الكوير الكبير في ناحية الكوير .
• خطيب جامع أبي حنيفة في حي النور .
• خطيب الجامع الكبير في ناحية النمرود
• خطيب جامع الهدى في حي القدس الى أن استشهد.
• عمل إماماً لمسجد الأحمدية في منطقة شارع النجفي إلى أن استشهد رحمه الله :
• كان له برنامج إذاعي في إذاعة النور من دار السلام في مدينة الموصل في كل يوم أربعاء ، يجيب من خلاله على أسئلة السادة المستمعين .
• وكان له برنامج في تلفزيون الحدباء في الموصل ، يجيب من خلاله على أسئلة السادة المشاهدين .
• عضو في رابطة علماء العراق /فرع الموصل
• عضو رابطة طلبة العلوم الشرعية .
• عضو هيئة علماء المسلمين .
• مدرس في ثانوية سعد بن معاذ الدينية في جامع الشيخكي حي القادسية .
• كان عضواً في هيئة الإفتاء التابعة لرابطة علماء العراق / فرع الموصل.
• عضو المجلس العلمي ، أوقاف الموصل .
• عضو في مشروع الأضاحي في جامع الكرامة وغيرها من المشاريع
• كان الشيخ رحمه الله منتسباً في مديرية الوقف السني / نينوى منذ 27 / 6 / 2004 .
لقد لعب الشيخ دوراً مهما يشهد له المعارف من أهل الموصل في تقديم المساعدات والاغاثات للفقراء والمساكين والأرامل والمهجرين من خلال منصبه للمشاريع الإغاثية.
استشهاده:
في التاسعة والنصف من صباح يوم السبت السابع عشر من رمضان عام 1428 هـ الموافق 29 أيلول 2007 ، كان الشيخ على موعد مع الشهادة في مدينة الأنبياء والشهداء (الموصل الحبيبة ) لتصب دماؤه الزكية في نهر دماء الشهداء الذين قتلوا في هذا الشهر المبارك ، ولكي ينيروا درب الهداية والحق للسائرين ، وفي ذكرى معركة بدر الكبرى ، خرج الشيخ رحمه الله كعادته في مثل هذا اليوم للذهاب إلى مجلس الإفتاء في رابطة علماء الموصل وكان مرتديا العمامة البيضاء الذي كان يلبسها في جلسوه في هذا المجلس احتراماً له .
وبعد أن وقف على الشارع العام أمام داره في حي الميثاق لكي يؤجر له سيارة يستقل بها إلى مجلس الإفتاء أطلق عليه النار من قبل أشخاص مجهولين واردوه صريعاً في الحال وكل من مر ورآه اخبرنا أنه كان مبتسماً قابضاً كفه مشيراً بسبابته وكأنه ردد شهادة التوحيد.
لقى الله وهو صائم واستشهد في يوم معركة بدر ، ثُمَّ قام أحد تلاميذه الشيخ أحمد عبدالله شامي الحياني إمام وخطيب جامع الكرامة بنقله إلى الطب العدلي وهناك تَمَّ غسله وتكفينه ، وتَمَّ نقله إلى داره وأراد أقرباؤه أن ينقلوه مباشرة للدفن فاعترض الكثيرون في حينها إلا أن ينقل إلى جامعه لكي يصلي عليه من في الجامع من مصلية ومحبيه .
جيء به إلى جامع الهدى في حي القدس فعلى نحيب المصلين بالبكاء عليه وهرع الناس إلى الجامع وقد ذهلوا لهذا المصاب الجلل ، فقام الشيخ عبدالمجيد الجبوري أبو خميس رحمه الله الذي استشهد في شهر نيسان 2010 ، بالصلاة عليه ثمَّ ألقى كلمة تأبينية في وداعه وحمل على الأكتاف ونقل إلى قرية العباس في ناحية النمرود ودفن في قريته وبين أقربائه ، وعمل له مجلس العزاء في القرية المذكورة.
انتقل خبر مقتله بين الناس كالنار بين الهشيم فلقد علمت نبأ استشهاده بعد اقل من نصف ساعة إذ انتشر الخبر في أرجاء المحافظة كافة في معظم مناطقها التي عمل فيها في الدعوة إلى الله إذ كان تلاميذه ومحبوه يخبر أحدهم الأخر وهكذا شاع نبأ استشهاده رحمه الله.
بعد عدة أيام من استشهاده رحمه الله قامت قناة بغداد الفضائية بعرض حلقة خاصة له كانت قد عرضت في وقت سابق في تلفزيون الحدباء الأرضية في الموصل ، فما كان من أهل حي القدس والكرامة والانتصار والشقق إلا أن يذهب احدهم ويطرق الباب على جاره يخبره عن عرض البرنامج على هذه القناة فضلاً عن الاتصالات الهاتفية والرسائل التي كان يرسلها بعضهم لبعض وبذلك جدد الحزن مرة أخرى في أرجاء هذه المنطقة قال الشاعر:
فإذا أحبَّ الله باطن عبده
ظهرت عليه مواهب الفتاح
وإذا صفت لله نية مصلح
مال العباد عليه بأرواح
ستبكيك ياشيخنا المساجد والمنابر وحلق العلم ، والقرآن ، والأرامل ، والأيتام ،وأحبة دعاة من حملة لواء الدعوة ، وسيفتقدك الجميع .
ولا نقول إلا أن الفارس الذي غرس رايته في الأرض لايهمه أن يبقى معها أم لا ، ولكن المهم هل ستبقى هذه الراية شامخة خفاقة أم لا ومن سيكلفه القدر بحملها .
فلقد بكت الحدباء دماً على علمائها الذين ركبوا قطار الدعوة مسافرين إلى الدار الآخرة راوين تربتها بدمائهم الزكية كما روت ألسنتهم وقلوبهم وأعمالهم قلوب الناس بالإيمان والعمل في سبيل دينه ونصرة قضايا الأمة .
أن الشعور بالأسى والحزن والخسارة الفادحة قد عصف بقلب كل من عرف وأحبَّ ذلكم الشيخ الهمام .
وبذلك انطوت صفحة من صفحات حياته الحافلة بالعمل الإسلامي الدعوي التربوي.
عيدي الذي فقدته :
أمَّا يوم العيد وخطبته فقد كان يوم عزاء على مصلي جامعه ( جامع الهدى ) إذ كان يُقبّل أحدهم الآخر مهنئاً بالعيد ومعزياً أخاه على فقد هذا الهمام ، أتغير العيد ياترى أم أن الناس فقدوا فرحة العيد في هذا اليوم ؟
ففي خطبة العيد حين ارتقيت المنبر تمثلت صورة الشيخ أمامي إنها لحظات صعبة على قلبي ففي العام الماضي كان واقفاً هنا على المنبر يرشد الناس ويبين لهم ما سيقومون فيه من أعمال في هذا اليوم ، واليوم هو ليس بمكانه ، لم يجده منبره ولا محبوه ولا أهله ، شعرت أن المنبر يريد أن يلقيني من على ظهره ولسان حاله يقول لي: أنت لست فارسي انك لست هو أريد فارسي ؟ كيف غاب عني في مثل هذا اليوم ؟
فكان لسان حالي يهدئ من روعه ويقول له : إن فارسك قد لحق بركب قافلة الشهداء الذين سقطوا في رمضان وغيره من السنوات الأخرى وفي زمن تخاذل فيه من تخاذل عن أداء واجبه الشرعي ففارسك مضى وضم التراب جسده ولكن دمه الزاكي ظل متدفقاً في الحياة يرسم للأجيال طريق الصدق والدفاع عن الحق .
رثاؤه :
لقد رثاه شيخه محمود بن مصطفى اليوسفي (أبو نجيب) :
الله يعلم كم في القلب من نار
ولو من العينِ دمعي غيرُ مدرارِ
نارٌ تأججُ في الأحشاء قد تركتْ
في لهيبا كصوتِ الرعدِ هدَّار
من هَولِ ما اليوم في أقطارنا نجدُ
من اغتيال رجلِ العلم بالنارِ
كأن مصداقَ ما قال النبيُ به
من قبض أهل العلوم دون إنذارِ
يُطبَّقُ اليومَ في هذي البلادِ وقد
جرى بأيدي لئيم الطبع غدَّار
لهفي ـ أبا زينبٍ ـ والبينُ يُؤلِمُنا
عليك في القلب يَربُو أيَّ إعصارِ
قد كنتَ خير صديق يستنارُ به
وكنتَ سهماً كريماً غير خوَّار
فَبِاعِتباطك عنَّا ياأخا كرمٍ
تركتنا بين مَهمُومٍ ومُحتارِ
هي المقاديرُ تأتي لا مَردَّ لها
ولا تعالجنا إلا بمِقدارِ
كيف اصطبارُ رفاقٍ كنت بَهْجَتَهُمْ
همْ بعدَكَ اليومَ في همٍّ وأكدارِ
يا نجمةً أفلتْ فينا وقد ترَكتْ
عُيون منْ حولَهُ مِنْ دُون إبْصارِ
يا وردةً قُطِفَتْ فينا وقد ترَكتْ
رياضَ مَنْ عَرَفُوهُ دُونَ أزهارِ
سلوا المنابِرَ كمْ تبكي لغَيْبَتِهِ
إذ كان يُوصي على الأيتامِ والجَارِ
ويظلَّ يَصْدَعُ بالحقِّ المبين على
رؤوسهم بلسانٍ منهُ بتَّارِ
ولمْ يَخَفْ لومةً في الله إذ فَزَعَتْ
منها القلوبُ وما في الخوفِ مِن عارِ
أو اسألوا مُجر التَدْريس كمْ لبسَتْ
حُزناً عليه وارْخَتْ سُودَ أستارِ
نوائبُ الدَهْرِ لا تُبقى على أحَدٍ
فهذه الدارُ ما للناس بالدارِ
كذا المصائبُ تأتي غيرَ طالبة
إذنا ولا أيُّنَا فيها بِمُخْتَارِ
أصَابَكَ اللهُ عن صَحْبٍ رَضَوْا خُلُقاً
منك وذِكراً بِجَنَّاتٍ وأنهارِ
أخُوكُمُ ـ يا رِفَاقي ـ اليوم في شُغُلٍ
مُنَعّمَاً في جنانٍ ذاتِ أشجارِ
19 / رمضان 1428 هـ 1/ 10 / 2007 م